المحبة أصل من أصول الدين لا يغيب ...

من طرف **ali sabri** الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 1:05 am

الحمد لله الذي له موجبات المحبة لوافر كماله بجلال صفاته وجمالها وله الشكر متواصلا لنعمه السابغة واتصالها ، والصلاة والسلام على حبيب الخلق أجمعين النبي الطاهر الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه الطيبين الطاهرين ..أما بعد:
إن المحبة وبنائها أصل من أصول الدين لا يغيب ...فلا تقوم بعبادة ولا تتحرك بإرادة إلا والمحبة هي القائد والرائد في كل فعل وقول وقد أبدع الإمام ابن القيم حينما قالفبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسموات وعليها فطرت المخلوقات ولها تحركت الأفلاك الدائرات وبها وصلت الحركات إلى غاياتها واتصلت بداياتها بنهاياتها وبها ظفرت النفوس بمطالبها وحصلت على نيل مآربها وتخلصت من معاطبها واتخذت إلى ربها سبيلا وكان لها دون غيره مأمولا وسولا وبها نالت الحياة الطيبة وذاقت طعم الإيمان لم رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا)..
ومن هذا حبنا لبعضنا لاتحاد الإسلام بيننا ولوجود رابط الدين ليجمعنا ..وقد حثنا على ذلك نبينا حينما قال-صلى الله عليه وسلم-مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى)رواه الشيخان ...
وقد أتى المسلمين بأمثلة عجاب لا مثيل لها فقد ورد عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: (بايعتُ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم)متفقٌ عليه.. وذكر أهل السير أن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه -حين بايع النبي -عليه الصلاة والسلام- على النصح لكل مسلم، أنه اشترى فرساً من شخص بدراهم، فلما اشتراه وذهب به وجد أنه يساوي أكثر، فرجع إلى البائع وقال له: إن فرسك يساوي أكثر، فأعطاه ما يرى أنها قيمته، فانصرف وجرّب الفرس فإذا به يجده يساوي أكثر مما أعطاه أخيراً، فرجع إليه وقال له : إن فرسك يساوي أكثر فأعطاه ما يرى أنها قيمته، وكذلك مرة ثالثة حتى بلغ من مائتي درهم إلى ثمان مائة درهم؛ لأنه بايع الرسول-صلى الله عليه وسلم-على النصح لكل مسلم!!!
وتأمل في أعجب من هذا الأخوة الصادقة بين الشافعي وأحمد –رحمهما الله تعالى- حينما عاد الشافعي أحمد في مرضه ومرض الشافعي بعدها فزاره احمد فنظم في ذلك:
مرض الحبيب فعدته *فمرضت من حذري عليه
فأتى الحبيب يعودني*فشفيت من نظري إليه
وأتمثل مع كل أحبابي بأبيات الشيرازي التي قال بها:
قال لي المحبوب لما زرته* من ببابي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى *حينما فرقت فيه بيننا
ومضى عام فلما زرته *وطرقت الباب طرقا موهنا
قال من بالباب قلت انظر* فما ليس إلا أنت بالباب هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى* وعرفت الحب فادخل يا أنا
فهل تتحرك عندنا لواعج المحبة عندنا لبعضنا ؟؟اعلموا أيها المسلمون أنني أحبكم اين ما كنتم وحللتم فقط لأنكم لاسم الإسلام حملتم ..
من محبكم الذي لن تحرموه من دعواكم:مالك العبيدي –غفر الله له ولوالديه-